26/01/2018 16:28:00
مصطفى طه جبان
يحز في النفس، واقع البحث العلمي في المغرب، لأنه بكل بساطة يفتقد للقوة المطلوبة، ليكون في مستوى مواجهة التحديات و المتطلبات العالمية، فهو لا يعتبر من الاولويات بالنسبة للمسئولين الحكوميين، بل ينظر اليه كمسالة ثانوية، و لا يخصص له ميزانيات مالية كافية.
كشفت احصائيات و تقارير دولية، ان مؤشر عدد المشتغلين بميدان البحث العلمي بالنسبة الى التعداد السكاني، من المعايير، و الشروط الاساسية المعتمدة دوليا، في تصنيف الشعوب في سلم هذا البحث، فعدد الباحثين في الدول المتطورة كبيرا ( امريكا الشمالية 9533 عامل، و 2206 في اوربا ).
من الاسباب الحقيقية، التي تفسر هذا الضعف الكبير في عدد الباحثين و العلماء على الصعيد الوطني، هو نقص الانفاق عن البحث العلمي، ذلك بان ما تخصصه الحكومة المغربية، من اعتمادات مالية لهذا الغرض، لا يصل الى النسبة المتعارف عليها عالميا، و التي تقيس ما اذا كان انفاق اية دولة على هذا البحث ايجابي او سلبي، و هذه النسبة هي 1 في المائة من الناتج الاجمالي، و يكون الانفاق مجديا، اذا وصل هذه النسبة، و اذا لم يبلغها، يعتبر غير مجد.
و تؤكد التقارير و الاحصاءات، على ان ما يخصصه المغرب على البحث العلمي، يظل دون المستوى المنشود، بحيث لا مجال للمقارنة مع الدول المتقدمة، فالعالم ينفق حوالي 2.1 في المائة في المتوسط من اجمالي دخله الوطني، على حقل البحث العلمي، اي ما يناهز 536 بليون دولار، و يشتغل في مجالاته في العالم، ما يقارب 3.49 مليون باحث.
فالولايات المتحدة الامريكية، و اليابان، و الاتحاد الاوربي، قدر الانفاق ب 417 بليون دولار، و هو ما يتجاوز ثلاثة ارباع اجمالي الانفاق العالمي. فالجامعات المغربية، تخصص ميزانية ضعيفة للبحث العلمي، هذا في الوقت الذي ترصد فيه جامعات الولايات المتحدة الامريكية، ما يناهز 40 في المائة من ميزانيتها العامة، و كذلك جامعات اخرى في المانيا، و بريطانيا، و اسرائيل، هذه الدولة التي تنفق على التعليم اكثر من 6.5 في المائة من ناتجها الاجمالي، و بلغت نسبة العلماء و الباحثين في هذا البلد اكثر من 76 لكل 10 الاف نسمة، هذا الكيان، الذي اعطى اهتماما كبيرا للعلم، حيث استطاع إنشاء عدد مهم من المعاهد و المراكز العلمية، في ميادين التكنولوجيا المتقدمة، و تطوير السلاح، و الالكترونيك، و التقنيات الدقيقة...الخ.
فإنتاجية البحث العلمي في المغرب، تبقى جد محتشمة، و هذا راجع الى حجم الانفاق على هذا النشاط المحوري، و المهم، و الذي ينعكس سلبا، على واقع هذا البحث.
مول الجيلي: حراس الباركينكات ماشي مجرمين وصحاب هاد الحملة خصوم نخرجو من هاد الخدمة باش ندرو المونتيف
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟